انطلقت في العاصمة الألمانية برلين فعاليات المهرجان الثقافي الكوردي السنوي، في احتفالية تجسد روح التلاقي الحضاري والإبداع الفني، ونظم المهرجان مركز ميتاني للفن والثقافة الكوردية، تضمن فعاليات ثقافية وفنية، يعكس الثراء الحضاري للثقافة الكوردية في قلب أوربا ومد الجسور الثقافية بين الشعوب.
وأكد أعضاء الهيئة الإدارية للمركز يوسف عيسى ومكسيم العيسى وبيناف مصطفى خلال كلماتهم على أهمية الدور المحوري للثقافة في بناء جسور التفاهم والتواصل وتقريب المسافات بين الشعوب.
وشهدت الفعالية تكريم فنانين استثنائيين ساهما في إثراء الموروث الغنائي الكوردي، وهما الفنان العربي السوري سعد الحرباوي، والفنان الكوردي المتميز خدر قادري، المعروف باسم «خلي درزي» من كوردستان الشرقية تقديراً لإسهاماته البارزة في الفن الكوردي، كما يتميز سعد الحرباوي بإبداعه في عزف الأغاني الكوردية على آلة الربابة العربية، الذي قدم في الاحتفالية مزيجاً فريداً يجمع بين الغناء الكوردي والموسيقى العربية في تناغم رائع، كما عرض فلمين وثائقيين عن مسيرة الفنانين قادري والحرباوي.
مدير المهرجان مكسيم العيسى اوضح أنه «يحتفل مهرجان الفنون والثقافة الكوردية في برلين 2025 بحرية جميع الشعوب والجماعات في سوريا، وكما هو الحال دائماً، يفتح الباب أمام الحوار واللقاءات والتعارف المفعم بالثقة والمحبة». مشيرا في الوقت الى أن «استغرق العمل لإعداد هذا المهرجان شهوراً، وحاولنا بكل جهدنا أن يعكس التغيرات التي حدثت في سوريا وأهمية الحضور الكوردي في سوريا الجديدة».
مشاركة الجمهور الحماسية أضافت أجواء مميزة على المهرجان، وأعرب أحمد ج . أحد الحاضرين عن إعجابه قائلاً: «من الجميل جداً أن نجد مغنياً من أصل عربي يغني بالكوردية ويشعل الدبكات في الأعراس الكوردية. هذه هي طبيعة مجتمعاتنا الحقيقية، بعيداً عن إكراهات السياسة».
وقدمت فرقة سامال من كوردستان الشرقية خلال الاحتفالية باقة من الأغاني الفولكلورية الساحرة بصوت المغنية الموهوبة چريكه هاورامي، مما أضاف نكهة أصيلة للمهرجان.
يذكر أن فعاليات المهرجان سيستمر حتى العاشر من حزيران الجاري، وستتضمن أنشطة ثقافية منها معرض لفن الكاريكاتير للفنان كاميران شمدين ومعرض للكتب تنظمه مؤسسة شانا بالتعاون مع منشورات نورس ورامينا يبقى هذا المهرجان شاهداً على قوة الفن والثقافة في بناء الجسور بين الحضارات، ومنصة للاحتفاء بالتنوع الثقافي والإبداع.