أصدر رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، قراراً بتسهيل قبول الناجين والناجيات الإيزيديات في مختلف الجامعات والمعاهد داخل الإقليم، ووجه رسالة رسمية إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للبدء بتنفيذ القرار، إضافة إلى صرف منحة مالية لمدة عام كامل.
وتضمن القرار، تحديد آلية جديدة لقبول الناجين والناجيات الإيزيديات من قبضة تنظيم «داعش»، في مختلف مراحل التعليم العالي والأساسي في جامعات ومعاهد الإقليم، مع توفير التسهيلات اللازمة لتمكينهم من تحسين مستواهم العلمي والأكاديمي، وإعفاءهم الكامل من رسوم التعليم الموازي في جميع المؤسسات التعليمية التابعة للوزارة.
كما تضمن القرار، إعفاء فئة الناجين والناجيات الإيزيديات المسجلات رسمياً ضمن قوائم الجهات الحكومية المختصة، من رسوم وتكاليف التسجيل في الجامعات والمعاهد الأهلية، إضافة إلى تسهيلات القبول في برامج التعليم العالي بما يشمل الدبلوم والماجستير والدكتوراه.
وبموجب القرار الحكومي، تُمنح فئة الناجين والناجيات الإيزيدايات، منحة مالية شهرية لمدة عام واحد، تصرف لحوالي 3575 ناجياً وناجية من مختلف الأعمار، سواء كانوا داخل إقليم كوردستان أو في باقي مناطق العراق أو خارجه.
خطوة وطنية
وعن أهمية القرار، يقول مدير شؤون الإيزيديين في دهوك وعضو الهيئة العليا لمركز «لالش الثقافي والاجتماعي»، جعفر سمو لمجلة «كوردستان بالعربي»: إن هذا القرار يعد خطوة إنسانية ووطنية مهمة، كما أنه جاء استجابة لأحد المطالب الأساسية التي تقدم بها مركز «لالش الثقافي والإجتماعي» في دهوك وذلك في إطار جهوده المستمرة لدعم المجتمع الإيزيدي، إذ يمنح القرار الناجيات فرصة ثمينة لإكمال تعليمهن، واستعادة ما فُقد من سنوات الدراسة بسبب الجرائم والانتهاكات التي تعرضن لها، مما سيساعدهن على بناء مستقبل جديد بثقة واستقلال.
ويوضح سمو، أن العائلات الإيزيدية استقبلت القرار بإيجابية، لما له من أثر واسع في تحسين المستوى التعليمي لبناتهن وإعادتهن إلى مقاعد الدراسة سواء في الجامعات الحكومية أو الأهلية، وأعطاهم شعوراً أن الحكومة تقف إلى جانبهم وملتزمة بدعمهم المستمر، إضافة إلى أن المنحة المالية الشهرية التي تصل للعائلات الإيزيدية المتضررة من تنظيم «داعش» أيضاً تعتبر عامل دعم مادي ونفسي.
وختم سمو حديثه، بالتأكيد على أنه رغم مرور الوقت، لا تزال العديد من الناجيات بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي حقيقي، فالجراح التي تركتها المأساة مازالت عميقة، لكن بمساعدة حكومة إقليم كوردستان، استطاعت الناجيات والناجیین الوقوف من جديد، و أثبتوا أنهم أقوى من كل الصعوبات، لهذا فإننا نرى المستقبل أمامهم واعد ومشرق.
وكان تنظيم «داعش» هاجم القرى الإيزيدية في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى شمال العراق، في 3 آب/أغسطس 2014، وارتكب عمليات قتل جماعي وإبادة جماعية بحقهم، كما خطف مئات الشابات الإيزيديات اللواتي تعرضن للاضطهاد على يد عناصر التنظيم، وأظهر التحقيقات أن مسلحي التنظيم أعدموا مئات الرجال والشباب ميدانياً، وخطفوا آلاف النساء والفتيات والأطفال.