نظمت مؤسسة كوردستان كرونيكل في أربيل ندوة بعنوان «الرؤية السياسية للمفكر الإيراني وعالم الاجتماع جواد الطباطبائي وتأثيرها على الخطاب القومي الإيراني»، والتي قدمها الكاتب الإيراني الدكتور إسماعيل محمودي أمام الحضور.
وحضر الندوة مجموعة من الكتّاب والمفكرين الكورد، من بينهم مدير مؤسسة كوردستان كرونيكل بوتان تحسين، ورئيس تحرير مجلة آوز الدكتور فاروق رفيق، وسكرتير التحرير في المجلة عبد الخالق يعقوبي، إضافة إلى آخرين.
وجاءت هذه الفعالية العلمية تلبية لدعوة الاتحاد الوطني للديمقراطيين الكورد، بهدف تقديم دراسة نقدية شاملة للفكر السياسي للدكتور جواد الطباطبائي ودوره المحوري في مجال تطوير المجتمع القومي الإيراني، وفهم آليات التغيير السياسي والاجتماعي.
وفي حوار لمجلة «كوردستان بالعربي» مع المفكر اسماعيل محمودي قال إن الندوة ركزت على رؤية المفكر الإيراني الدكتور جواد الطباطبائي وتحليله الفلسفي العميق للتطورات السياسية التي شهدتها القوميات في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز بصورة خاصة على الفكر القومي الإيراني وتحولاته عبر التاريخ.
وسلط المحمودي الضوء على الأطروحة المحورية للدكتور الطباطبائي، حول التحولات الجذرية في التاريخ الإيراني، والتي ارتبطت بشكل وثيق بالمراحل السياسية المختلفة التي مرت بها إيران. فقبل الانقلاب الإسلامي عام 1979، كانت إيران تنعم بنظام حكم مدني تعددي يحافظ على الهويات القومية المتنوعة ويكفل الحريات العامة للمواطنين
وعلّق مدير مؤسسة كوردستان كرونيكل بوتان تحسين على الندوة قائلاً: تناولت هذه الندوة بشكل مفصّل عملية بلورة الفكر القومي الإيراني كما قدمها عالم الاجتماع الإيراني جواد الطباطبائي، خاصة فيما يتعلق بتطورات القومية الإيرانية وتأرجحها بين المد والجزر وسط الصراعات المذهبية والسياسية المعقدة.
وأوضح تحسين، أن هذه الصراعات حرمت القومية الإيرانية من المرور بمراحلها التنويرية الطبيعية، بل تأثرت بشكل كبير بالتوجهات الدينية المتشددة، مما قيد تطور الفكر النقدي والتنويري. ونتيجة لذلك، أصبح الفكر الإيراني ضحية لهذه التقلبات المذهبية والدينية المستمرة.
وأشار تحسين إلى أنه بعد انقلاب الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسقوط حكم الشاه محمد رضا بهلوي، شهدت الحياة السياسية الإيرانية تحولاً جذرياً، حيث هيمن الدين على السياسة وسخرها لخدمة أجندته الأيديولوجية، مما أدى إلى تراجع الحريات وقمع التعددية السياسية والفكرية.
من جانبه قال سكرتير تحرير مجلة آوز الفكرية عبد الخالق يعقوبي، لمجلة كوردستان بالعربي: إن الندوة اليوم تشرح رؤية الدكتور جواد الطباطبائي حول التغير الجذري للحياة السياسية في إيران بعد الانقلاب الذي قاده آية الله الخميني عام 1979، حيث تحول نظام الحكم إلى نظام سياسي شمولي ذي طابع استبدادي، يوظف الدين كأداة أساسية في إدارة شؤون الشعوب والسيطرة عليها.
وخلص المشاركون في الندوة، وفقاً لما ذكره يعقوبي، إلى أن المنهجية الحديثة التي طرحها الدكتور جواد الطباطبائي في تحليل التطورات السياسية والاجتماعية تشكل مرجعاً قيماً يمكن للمفكرين والأكاديميين الكورد الاستفادة منه في رسم معالم مستقبلهم السياسي وتطوير استراتيجيات فعالة لإحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.