تشتهر منطقة هورامان الواقعة شرقي محافظة السليمانية بحرفة صناعة أحذية الـ«كلاش» التی تعود أصولها إلى آلاف السنين، ومازالت تعتبر مصدر عيش مهم للعديد من سكان هذه المنطقة.

******

الصور: ناصح علي خياط

تمر صناعة الـ«كلاش» بسلسلة عمليات؛ تبدأ بوضع القماش الخام في الماء المغلي لأكثر من ساعة، وبعدها يتم تلوينها بصبغ أحمر وأزرق اللون ومن ثم يستخرج قطع القماش من الماء لتجفيفه وتقطيعه إلى قطع صغيرة ويتم ضغطها يدوياً حتى تتماسك ليصنع منها نعل الحذاء الذي يتألف كل فردة منها نحو 150 قطعة من القماش المضغوط.

******

يقطع النعلان في قالب واحد من دون تمييز بين اليسرى واليمنى، وتضاف مادة صمغية تسمى «كاتيره» إلى حواف النعل لحمايته من التآكل. وبعدها تبدأ عملية الحياكة من خلال استخدام خيوط قطنية لصنع وجه وأطراف الحذاء، وتستغرق صنع الحذاء الواحد ما بين 3 و7 أيام ويشارك الرجال والنساء معاً في صناعتها. ويتراوح سعر الزوج الواحد من الـ«كلاش» ما بين 20 دولاراً إلى 100 دولار حسب الجودة ونوعية المواد المستخدمة.

******

تعتبر قرية هجيج الواقعة في منطقة هورامان مصدراً رئيسياً لصناعة حذاء الـ«كلاش»، ومن الصعب تحديد تاريخ صناعة هذه الأحذية، لكن بحسب ما قاله عدد من محترفي هذه المهنة، فقد عُثر قبل أعوام على فردتين من حذاء الـ«كلاش» تعودان إلى 2500 سنة قبل الميلاد.

******

وفي 2017 أدرجت منظمة اليونيسكو حذاء الـ«كلاش» ومهنة صناعتها على لائحة التراث العالمي اعتباراً من العام الحالي، وهي خطوة لها أهمية كبيرة للحفاظ على هذه المهنة من الاندثار. ويسمى هذا الحذاء بـ«الكيوة» في بعض مناطق العراق».

******

حرفة صناعة الـ«كلاش» التي تتوارثها الأجيال منذ آلاف السنين ومازالت مستمرة حتى اليوم، لها تأثير إيجابي على تنمية الاقتصاد المحلي. كما أن هذا الحذاء يعتبر صحياً وصديقاً للبيئة، إذ أن جميع المواد الأولية التي تدخل في صناعتها طبيعية مثل القماش والخيوط المصنوعة من القطن وجلد الحيوان، ولا تؤثر مخلفاتها سلباً على البيئة، فضلاً عن أنها تعتبر جزءاً من الهوية الثقافية والاجتماعية لمنطقة هورامان.

ناصح علي خياط: مصور صحفي